يغذي فينا الاستثمار حساً من الانضباط المالي، حيث يتعود المرء على تخصيص جزء من ماله كل شهر أو كل سنة من أجل بناء محفظة من الاستثمارات عالية الجودة.
يميل بعض الناس إلى البدء في ادخار أموالهم، ظناً منهم أنها الطريقة السليمة والصحيحة لبناء الثروة. هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، لأن القيمة الفعلية لتلك الأموال تتضاءل مع الوقت نتيجة التضخم، إضافة لذلك تشير نتائج الدراسات التي تمت من طرف العديد من الباحثين في علم الاقتصاد أن أثرياء العالم لم يكونوا ميالين للادخار، بل الاستثمار، حيث يعتبر هذا الأخير أفضل وسيلة لتوظيف المال وخلق الثروة.
توجد العديد من المزايا للاستثمار، أهمها:
التغلب على التضخم
التضخم هو معدل الزيادة في أسعار السلع والخدمات والأصول وجميع المنتجات الأخرى خلال مدة زمنية معينة، غالباً ما يقاس هذا المعدل بصفة سنوية، وغالباً ما يشهد هذا المعدل ارتفاعاً سنوياً قدره %3، مما يعني تقلص القدرة الشرائية للأموال ب %3 كل عام. لهذا يشجع الكثير من الخبراء الاقتصاديين الناس على استثمار أموالهم في مشاريع واعدة وأصول يمكن لقيمتها أن تزداد مع مرور الوقت للحفاظ على مكتسباتهم.
تساعد الاستثمارات الذكية في بناء الثروة
الأثرياء يستثمرون والمفلسون لا يفعلون. تعتبر هذه المقولة صحيحة تماماً، خاصة إذا نظرنا إلى قائمة أثرياء العالم، فالشيء الذي يميز الناجحين مالياً هو دأبهم على التوظيف الذكي والفعال للجهد والمال، سواء تعلق الأمر بالبدء في إنشاء مشاريعهم الخاصة، ويمكن أن نضرب مثالاً هنا بالملياردير الأمريكي ومؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، أو الدخول في رأس مال شركات واعدة وموثوقة أو شراء عقار يعتقدون أن قيمته سوف ترتفع في المستقبل. ينمي الاستثمار الجيد المال ويكسبه قيمة. وينصح خبراء الاقتصاد بتنويع طرق وأماكن هاته الاستثمارات لتجنب المخاطر وزيادة فرص النجاح.
الحصول على دخل إضافي
يمكن للفرد الحصول على تعزيز لراتبه عن طريق الاستثمار الناجح، وذلك بعدة طرق، حيث تقوم العديد من الشركات بتقاسم أرباحها الربعية والسنوية مع أصحاب الأسهم، إضافة لذلك، يعتبر العقار مصدراً جيداً كي يحصل المرء على مدخول سلبي إضافي، وذلك عن طريق تحصيل رسوم الكراء. الاتكال على راتب واحد هو خطأ جسيم، نظراً للارتفاع المستمر لتكاليف المعيشة والمتطلبات الكثيرة التي تنتظر الفرد إذا أراد تكوين أسرة وضمان حياة طيبة لها.
الحصول على تقاعد مبكر
إذا استطاع المستثمر توظيف ماله وجهده بطريقة صحيحة، ستنمو استثماراته وتزدهر، وتكسب صاحبها القدرة على اختيار موعد تقاعده، وهذه قوة وحرية لا يملكها الموظف العادي. يمكن التقاعد المبكر الممول الناجح من الحصول على المزيد من الوقت لقضائه مع العائلة والأصدقاء وممارسة الهوايات المفضلة والاستمتاع بجميع الأشياء الرائعة والتجارب الجميلة التي كان من الصعب القيام بها أثناء فترة العمل، كالقيام برحلات سياحية طويلة المدة أو بدء تعلم لغة جديدة.